الشهيد الشيخ راغب حرب: موقفه سلاح تغلّب على أسلحة العدو
الشيخ راغب حرب وصناعة ثقافة المقاومة في عز الاحتلال والموقف الصارخ زمن الهزيمة لا اصافحكم والموقف سلاح...
الشيخ الآتي من قهر السنين وتعب الفلاحين وعبق الياسمين عند صباحات الجنوب، سريعاً كان تأثرهُ بالإمام الخميني والثورة المجسّدة آمال المستضعفين والمظلمين...
بعض من سيرة الشيخ راغب، في ذكرى القادة الشهداء...
تقرير:
"دمُ الشهيدِ إذا سقَط فـبيدِ اللهِ يَسقُط. وإذا سقطَ بيدِ اللهِ فإنّهُ ينمو...".
"الدمُ الذي يُبذلُ في سبيلِ اللهِ لا يَجُف...".
"نقول مجدداً لأميركا وإسرائيل: فكيدوا كيدكم، واسعَوا سعيَكم، وناصبوا جهدَكُم، فوللهِ لن تميتوا أمرنا ولن تطفؤا شُعلَتَنا...".
عباراتٌ أطلقها شيخُ شهداء المقاومة الإسلاميّة الشيخ راغب حرب في خضمِّ الحرب مع العدو الصهيوني... عباراتٌ تردّدَت مفاعيلها في أصداء الأمّة فأنتجت دماً سقطَ بِيَدِ الله ونما... نموٌ لم يحل دونه تهديدُ العدو ووعيده وممارساتهُ القمعيّة والوحشيّة لمسيرةِ المقاومة وجمهورها... ولم تمحو سِنِيُّ الحياة أصداء صوت ذلك الشيخ الثلاثيني... واشتاقت محاريب المساجد وزواياها لأن يصدَحَ في مآذنها... يَتنقلُ بين القرى يُؤِمُّ الصلاة بجمع أهلها..
إثنتان وثلاثون سنة هو عمر شيخ شهداء المقاومة الإسلاميّة لم يعترِها كللٌ أو وجلٌ أو ملل... يجابِهُ العدوَّ بالكلمة والموعظة... فباتَت مواقفهُ في صلاةِ يوم الجمعة تُشكّلُ تهديداً للصهاينة... وتَستقطِبُ أبناءَ القرى لسماعها... هذا ما أكّدَهُ الباحثُ والمحلل السياسي الدكتور نسيب حطيط الذي عايَشَ سماحَتَهُ:
"أذكر أنّ عمره كان لا يتجاوز الـ27 عاماً في السبعينات، عندما أعلن صلاة الجمعة، والتي كانت محطّة مركزيّة على مستوى الجنوب لاستنهاض كلّ الشباب المقاوم، وبالتالي كان الأطفال والشباب وحتى كبار السن... وأذكر أنه من القرى المجاورة لـ"جبشيت" كان الكبار والعجزة يقطعون البراري ليصلوا الى صلاة الجمعة، مع كل حصار الاحتلال...".
ولم يقتصِر نشاطُ الشيخ راغب على الأمور الدينية وحسب... بل ذهبَ الى مشاركةِ الناس في همومهم... يُشاركهم الأفراحَ والأتراح... فشهدَت الميادينُ الاجتماعية وقعَ بصماتهِ، بحسب ما يؤكد الدكتور حطيط:
"الشيخ الشهيد كان حكومة بحدّ ذاته... ولم يكن يعمل في جبهةٍ واحدة... وإنما على الصعيد الاجتماعي هو الذي بنى "مبرّة السيّدة زينب"، واستضافَ الأيتام في بيته الذي كان يتألّف من غرفتَين فقط، وكان يحاول أن يؤسس النوادي الإجتماعية. وهو لم يكن في "جبشيت" فقط إنما خرجَ الى بقيّت القرى...".
إذاً... هو شيخُ شهداءِ المقاومةِ الإسلاميّة الشيخ راغب حرب... موقِفُهُ سلاحٌ تغلّبَ على أسلحةِ العدوِّ وترساناتِه... ودمهُ جهادٌ إقتلع الشوكَ من طريق ذاتِ الشوكة ليزرَعَ فيها العزةَ الانتصار...
حسين سلمان - إذاعة النور16-02-2012 الساعة 13:11 98 قراءة